فصل: (باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أولـه جيم)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الجيم والياء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏جيأ‏)‏

الجيم والياء والهمزة كلمتان من غير قياس بينهما‏.‏ يقال جاء يجيء مجيئاً‏.‏ ويقال جاءاني فجِئْتُه، أي غالبني بكثْرة المجيء ‏[‏فغلبته‏]‏‏.‏ والجَيْئَة‏:‏ مصدر جاء‏.‏ والجِئَةُ‏:‏ مجتمع الماء حَوَالي الحِصْنِ وغيره‏.‏ ويقال هي جيئة بالكسر والتثقيل‏.‏

‏(‏جيب‏)‏

الجيم والياء والباء أصلٌ يجوز أن يكون من باب الإبدال‏.‏ فالجَيْبُ جَيب القميص‏.‏ يقال جِبْتُ القميص قوّرت جَيْبه، وجَيَّبْتُه جعلت له جَيباً‏.‏

وهذا يدلُّ أنّ أصله واو، وهو بمعنى خَرقْت‏.‏ وقد مضى ذكره‏.‏

‏(‏جيد‏)‏

الجيم والياء والدال أصلٌ واحد، وهو العُنُق‏.‏ يقال جِيدٌ وأجْيادٌ‏.‏ والجَيَد‏:‏ طولُ الجِيد‏.‏ والجَيْداء‏:‏ الطَّويلة الجِيد‏.‏ وأما قول الأعشى‏:‏

* رجالَ إيادٍ بأجْيَادِها *

فيقال إنّها معربة وإنه أراد الأكسية‏.‏

‏(‏جير‏)‏

الجيم والياء والراء كلمةٌ واحدة‏.‏ جَيْرِ بمعنى حَقّاً‏.‏ قال‏:‏

وقالت قد أَسِيتَ فقلتُ جَيْرٍ *** أَسِيٌّ إنَّه من ذاكِ إنَّه

فأمّا الجَيّار، وهو الصَّاروج، فكلمة مُعرَّبة‏.‏ قال الأعشى‏:‏

* بطين وجَيّارٍ وكِلْسٍ وقَرْمَدِ *

وأما الجائر فَمَا يجدُه الإنسانُ في صدره من حرارةِ غيظٍ أو حزن؛ فهو من باب الواو، وقد مضى ذكره‏.‏

‏(‏جيز‏)‏

الجيم والياء والزاء أصل يائه واو، وقد مضى ذِكرُه‏.‏

‏(‏جيس‏)‏

الجيم والياء والسين أصل يائه واو، وقد مضى ذكرُه‏.‏

‏(‏جيش‏)‏

الجيم والياء والشين أصلٌ واحد، وهو الثَّوَران والغَلَيان‏.‏ يقال جاشت القِدْرُ تجيش جَيْشاً وجَيَشاناً‏.‏ قال‏:‏

وجاشَتْ بهم يوماً إلى الليل قِدْرُنا *** تصكُّ حَرَابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ

ومنه قولهم‏:‏ جاشَتْ نَفْسُه، كأنّها غلَتْ‏.‏ والجيش معروفٌ، وهو من الباب، لأنها جماعةٌ تَجِيش‏.‏

‏(‏جيض‏)‏

الجيم والياء والضاد كلامٌ قليلٌ يدلُّ على جنسٍ من المشي‏.‏ يقال مشى مِشيةً جِيَضّاً، وهي مِشْيةٌ فيها اختيال‏.‏ وجاضَ يَجِيض، إذا مَرَّ مرورَ الفارِّ‏.‏

‏(‏جيل‏)‏

الجيم والياء واللام يدلُّ على التجمّع‏.‏ فالجِيل الجماعة‏.‏ والجيل هذه الأُمَّة، وهم إخوان الدَّيْلَم، ويقال إيَّاهم أراد امرؤ القيس في قوله‏:‏

أطافَتْ به جِيلاَنُ عند جِدَادِه *** ورُدّد فيه الماءُ حَتّى تَحَيَّرا

وأما الجَيألُ، وهي الضَّبُع، فليست من الباب‏.‏

‏(‏باب الجيم والهمزة وما يثلثهما‏)‏

‏(‏جأب‏)‏

الجيم والهمزة والباء حرفان‏:‏ أحدهما يدلُّ على الكَسْب، يقال جَأبْتُ جَأباً، أي كَسَبْتُ وعَمِلت‏.‏ قال‏:‏‏

* فاللهُ راء عَمَلي وجَأْبِي *‏

والآخر من غير هذا، وهو الحمار من حُمُرِ الوحش الصُّلبُ الشّديد‏.‏ المَغْرَةُ، يُهْمَزُ ولا يُهمز‏.‏‏

‏(‏جأث‏)‏

الجيم والهمزة والثاء كلمةٌ واحدة تدلُّ على الفَزَع‏.‏ يقال جُئِثَ يُجْأَثُ، إذا أُفْزِعَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏فجُئِثْتُ منه فَرَقاً‏"‏‏.‏‏

‏(‏جأز‏)‏

الجيم والهمزة والزاء جنسٌ من الأدواء‏.‏ قالو‏:‏ الجَأْز كهيئة الغَصصِ الذي يأخذ في الصَّدر* عِنْد الغيظ‏.‏ يقال جَئِزَ الرَّجُل‏.‏‏

‏(‏جأف‏)‏

الجيم والهمزة والفاء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ على الفَزَع‏.‏ وكأنَّ الفاء ‏[‏بَدَلٌ‏]‏ من الثَّاء، يقال جُئِف الرّجُل مثل جُئِث‏.‏‏

‏(‏باب الجيم والباء وما يثلهما‏)‏

‏(‏جبت‏)‏

الجيم والباء والتاء كلمةٌ واحدة‏.‏ الجِبْت‏:‏ السّاحر، ويقال الكاهن‏.‏

‏(‏جبذ‏)‏

الجيم والباء والذال ليس أصلاً؛ لأنه كلمةٌ واحدةٌ مقلوبة، يقال جَبَذْت الشّيء بمعنى جَذَبْتُه‏.‏

‏(‏جبر‏)‏

الجيم والباء والراء أصلٌ واحد، وهو جِنْسٌ من العظَمة والعُلوّ والاستقامة‏.‏ فالجَبَّار‏:‏ الذي طَال وفاتَ اليد، يقال فرسٌ جَبَّارٌ، ونخلة جَبَّارَةٌ‏.‏ وذو الجَُبُّورة وذو الجُبَُرُوت‏:‏ الله جلّ ثناؤه‏.‏ وقال‏:‏

فإنّكَ إن أغضَبْتَني غَضِبَ الحَصَى *** عَليكَ وذُو الجَُـبُّورَةِ المتُغَطْرِفُ

ويقال فيه جبريّة وجَبَرُوَّةٌ وجَُبَُروتٌ وجَُبُّورة‏.‏ وجَبَرْت العظْم فجَبَر‏.‏ قال‏:‏

* قد جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ *

ويقال للخَشَب الذي يُضَمُّ به العَظْمُ الكسيرُ جِبارة، والجمع جبائِر‏.‏ وشُبِّه السِّوارُ فقيل له جِبارة‏.‏ وقال‏:‏

وأرَتْكَ كَفّاً في الخِضا *** ب ومِعْصماً مِلْءَ الجِبَارَه

ومما شذَّ عن الباب الجُبَار وهو الهَدَر‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏البِئْرُ جُبَارٌ، والمَعْدِنُ جُبار‏"‏‏.‏ فأمَّا البئر فهي العادِيّةُ القديمة لا يُعلم لها حافرٌ ولامالك، يقع فيها الإنسانُ أو غيره، فذلك هدر‏.‏ والمعدنُ جُبارٌ، قومٌ يحفرونه بِكِراءٍ فينهارُ عليهم، فذلك جُبارٌ، لأنّهم يعملون بِكِراء‏.‏

ويقال أجبرتُ فلاناً على الأمر، ولا يكون ذلك إلاّ بالقَهْر وجنسٍ من التعظم عليه‏.‏

‏(‏جبز‏)‏

الجيم والباء والزاء ليس عندي أصلاً، وإن كانوا يقولون‏:‏ الجَبيزُ الخُبز اليابس‏.‏ وفيه نظر‏.‏ وقال قوم‏:‏ الجِبْزُ اللَّئيم‏.‏ فإن كان صحيحاً فالزاء مبدلة من سِين‏.‏

‏(‏جبس‏)‏

الجيم والباء والسين كلمةٌ واحدة‏:‏ الجِبْس، وهو اللئيم، ويقال الجَبَان‏.‏

‏(‏جبع‏)‏

الجيم والباء والعين، يقال إنّ فيه كلمتين‏:‏ إحداهما الجُبَّاع من السِّهام‏:‏ الذي ليس له ريشٌ وليس له نَصْل‏.‏ ويقال الجُبَّاعة المرأة القصيرة‏.‏

‏(‏جبل‏)‏

الجيم والباء واللام أصلٌ يطَّرد ويُقاس، وهو تجمُّع الشيء في ارتفاعٍ‏.‏ فالجبل معروف، والجَبَل‏:‏ الجماعة العظيمة الكثيرة‏.‏ قال‏:‏

أما قريش فإنْ تلقاهُمُ أبداً *** إلاّ وهمْ خيرُ مَنْ يَحْفى وينتعِلُ

إلاَّ وهمْ جَبَلُ الله الذي قَصُرَتْ *** عنه الجبالُ فَمَا سَاوَى به جَبَلُ

ويقال للناقة العظيمة السنام جَبَلَةٌ‏.‏ وقال قوم‏:‏ السّنَام نَفْسُه جَبْلةٌ وامرأةٌ جَبْلةٌ‏:‏ عظيمة الخَلْق‏.‏ وقال في الناقة‏:‏

وطَالَ السّنامُ على جَبْلَةٍ *** كخَلْقاءَ مِن هَضَباتِ ‏[‏الصَّجَنْ‏]‏

والجِبِلَّة‏:‏ الخَلِيقة‏.‏ والجِبِلُّ‏:‏ الجماعة الكثيرة‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً‏}‏ ‏[‏يس 62‏]‏، و‏{‏جُبُلاًّ‏}‏ أيضاً‏.‏ ويقال حَفَر القومُ فأجْبَلُوا، إذا بلغوا مكاناً صُلْباً‏.‏

‏(‏جبن‏)‏

الجيم والباء والنون ثلاث كلماتٍ لا يقاس بعضُها ببعض‏.‏ فالجُبْن‏:‏ الذي يُؤكل، وربما ثقّلت نونُه مع ضم الباء‏.‏ والجُبْن‏:‏ صفة الجبان‏.‏ والجَبينان‏:‏ ما عن يمين الجبهةِ وشِمالها، كلُّ واحدٍ منهما جَبين‏.‏

‏(‏جبه‏)‏

الجيم والباء والهاء كلمةٌ واحدة، ثمَّ يشبَّه بها‏.‏ فالجبهة‏:‏ الخيلُ‏.‏ والجَبْهَة من الناس‏:‏ الجماعةُ‏.‏ والجَبهة‏:‏ كوكبٌ، يقال هو جَبْهَة الأسد‏.‏ومن الباب قولهم جَبَهْنا الماء إذا وَرَدْناه وليست عليه قامةٌ ولا أداة‏.‏ وهذا من الباب؛ لأنّهم قابَلُوه وليس بينهم ما يستعينون به على السَّقي‏.‏ والعرب تقول‏:‏ ‏"‏لكل جَابِهٍ جَوْزَةٌ، ثم يُؤَذَّن‏"‏‏.‏ فالجابِهُ ما ذكرناه‏.‏ والجَوْزة‏:‏ قدر ما يَشْرَب ثَمَّ ويجوز‏.‏

‏(‏جبي‏)‏

الجيم والباء وما بعده من المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدل على جَمْع الشيء والتجمُّع‏.‏ يقال جَبَيْتُ* المالَ أجْبِيه جِبايةً، وجَبَيْتُ الماءَ في الحوض‏.‏ والحوضُ نَفْسُه جابيةٌ‏.‏ قال الأعشى‏:‏

تَروحُ على آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ *** كجابية الشَّيخ العراقيِّ تَفْهَقُ

والجَبَا، مقصورٌ‏:‏ ما حولَ البئر‏.‏ والجِبَا بكسر الجيم‏:‏ ما جُمِع من الماء في الحوض أو غيره‏.‏ ويقال له جِبْوَة وجِبَاوة‏.‏ قال الكسائيّ‏:‏ جَبَيْت الماءَ في الحوض جَِبىً‏.‏ وجَبَّى يُجَبّي، إذا سَجَدَ؛ وهو تَجَمُّعٌ‏.‏

‏(‏جبأ‏)‏

الجيم والباء والهمزة أصلان‏:‏ أحدهما التنحِّي عن الشيء‏.‏ يقال جبأت عن الشيء، إذا كعَِعْتَ‏.‏ والجُبَّأُ، مقصور مهموز‏:‏ الجبان‏.‏ قال‏:‏

فما أنَا مِن رَيبِ المَنُونِ بجُبَّأٍ *** وما أنا مِن سَيب الإله بيائسِ

ويقال جَبَأَتْ عَيني عن الشيء، إذا نَبَتْ‏.‏ وربما قالوا هذه بضدِّه فقالوا‏:‏ جَبَأتُ على القوم، إذا أشرَفْتَ عليهم‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل الجَبْءُ‏:‏ الكمأةُ، وثلاثة أجْبُؤٍ‏.‏ وأجْبأَتِ الأرض، إذا كثُرَتْ كمأتُها‏.‏

ومما شذَّ أيضاً قولهم‏:‏ أجْبَأْتُ، إذا اشتريتَ زَرعاً قبل بُدُوِّ صَلاحه‏.‏ وبعضُهم يقولـه بلا همزٍ‏.‏ وروي في الحديث‏:‏ ‏"‏مَنْ أجْبَى فقد أرْبَى‏"‏‏.‏ وممكنٌ أن يكون الهمزُ ترك لَمَّا قُرِنَ بأربَى‏.‏

‏(‏باب الجيم والثاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏جثر‏)‏

الجيم والثاء والراء كلمة فيها نظر‏.‏ قال ابن دُريد‏:‏ مكان جَثْرٌ‏:‏ ترابٌ يَخلِطُه سَبَخٌ‏.‏‏

‏(‏جثل‏)‏

الجيم والثاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على لِين الشيء‏.‏ يقال شعر جَثْلٌ‏:‏ كثيرٌ ليِّن‏.‏ واجْثأَلَّ النبتُ‏:‏ طال‏.‏ واجْثَأَلَّ الطائر‏:‏ نَفَشَ رِيشَه‏.‏ ومما شذَّ عن الأصل‏:‏ ‏"‏ثكِلَتْه الجَثَل‏"‏ وهي أمُّه‏.‏ ويقال الجَثْلَة‏:‏ النَّملة السَّوْدَاء‏.‏‏

‏(‏جثم‏)‏

الجيم والثاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع الشيء‏.‏ فالجُثْمان‏:‏ شخص الإنسان‏.‏ وجَثَم، إذا لَطِئ بالأرض‏.‏ وجَثَم الطّائر يَجْثُِمُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏نهى عن المُجَثَّمة‏"‏، وهي المصبورة على الموت‏.‏‏

‏(‏باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله جيم‏)‏

وذلك على أضرب‏:‏

فمنه ما نُحِت من كلمتين صحيحتي المعنى، مطّردتَيِ القياس‏.‏ ومنه ما أصله كلمةٌ واحدة وقد أُلحِق بالرُّباعي والخماسي بزيادةٍ تدخله‏.‏ ومنه ما يوضع كذا وَضْعا‏.‏ وسنفسر ذلك إن شاء الله تعالى‏.‏

فمن المنحوت قولهم للباقي من أصل السَّعَفة إذا قُطِعت ‏(‏جُذمُور‏)‏‏.‏ قال‏:‏ باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أولـه جيم

بَنَانَتَيْنِ وجُذْمُوراً أُقِيمُ بها *** صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا

وذلك من كلمتين‏:‏ إحداهما الجِذْم وهو الأصل، والأخرى الجِذْر وهو الأصل‏.‏ وقد مرّ تفسيرهما‏.‏ وهذه الكلمة من أدَلّ الدليل على صحّة مذهبنا في هذا الباب‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏

ومن ذلك قولهم للرجل إذا سَتَر بيديه طعامَه كي لا يُتَناوَل ‏(‏جَرْدَبَ‏)‏

من كلمتين‏:‏ من جَدَب لأنه يمنع طعامه، فهو كالجَدْب المانع خَيْرَه، ومن الجيم والراء والباء، كأنه جعل يديه جراباً يَعِي الشيءَ ويَحويه‏.‏ قال‏:‏

إذا ما كُنْتَ في قومٍ شَهَاوَى *** فلا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَُرْدُبَانا

ومن ذلك ‏[‏قولهم‏]‏ للرَّملة المشرفة على ما حولها ‏(‏جُمْهُور‏)‏‏.‏ وهذا من كلمتين من جَمَرَ؛ وقد قلنا إنّ ذلك يدلُّ على الاجتماع، ووصفنا الجَمَرات من العرب بما مضى ذِكره‏.‏ والكلمة الأخرى جَهَر؛ وقد قلنا إنّ ذلك من العلوّ‏.‏ فالجمهور شيءٌ متجمِّعٌ عالٍ‏.‏

ومن ذلك قولهم لقرية النّمل ‏(‏جُرثُومة‏)‏‏.‏ فهذا من كلمتين‏:‏ من جَرَم وجَثَم، كأنه اقتَطَعَ من الأرض قطعةً فجثم فيها‏.‏ والكلمتان قد مضتا بتفسيرهما‏.‏

ومن ذلك قولهم للرجل إذا صُرع ‏(‏جُعْفِلَ‏)‏‏.‏ وذلك من كلمتين‏:‏ من جُعِف *إذا صُرع، وقد مرّ تفسيره‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏حتى يَكون انجعافُها مرة‏"‏‏.‏ ومن كلمة أخرى وهي جَفَل، وذلك إذا تجمَّع فذَهَب‏.‏ فهذا كأنه جُمِع وذُهِب به‏.‏ ومن ذلك قولهم للحَجَر وللإبل الكثيرة ‏(‏جَلْمَدٌ‏)‏‏.‏ قال الشاعر في الحجارة‏:‏

جَلامِيدُ أملاءُ الأكُفِّ كأنها *** رُؤوسُ رِجالٍ حُلِّقت في المواسِمِ

وقال آخر في الإبل الجَلْمَد‏:‏

أو مائةٍ تُجْعَلُ أولادُها *** لَغْواً وعُرْضَ المائَةِ الجَلْمَدِ

وهذا من كلمتين‏:‏ من الجَلَد، وهي الأرض الصُّلبة، ومن ‏[‏الجَُمَُد‏]‏، وهي الأرض اليابسة، وقد مرَّ تفسيرهما‏.‏

ومن ذلك قولهم للجمل العظيم ‏(‏جُرَاهِمٌ جُرْهُم‏)‏‏.‏ وهذا من كلمتين من الجِرْم وهو الجَسَد، ومن الجَره وهو الارتفاع في تجمُّع‏.‏ يقال سمِعْتُ جَرَاهِيَة القوم، وهو عالي كلامِهم دون السِّرّ‏.‏

ومن ذلك قولهم للأرض الغليظة ‏(‏جَمْعَرَة‏)‏‏.‏ فهذا من الجمْع ومن الجمْر‏.‏ وقد مضى ذكره‏.‏

ومن ذلك قولهم للطويل ‏(‏جَسْرَبٌ‏)‏‏.‏ فهذا من الجَسْر وقد ذكرناه، ومن سَرَب إذا امتدَّ‏.‏

ومن ذلك قولهم للضخم الهامة المستدير الوجه ‏(‏جَهْضَمٌ‏)‏‏.‏ فهذا من الجَهْم ومن الهَضَم‏.‏ والهَضَم‏:‏ انضمامٌ في الشيء‏.‏ ويكون أيضاً من أهضام الوادي، وهي أعاليه‏.‏ وهذا أقْيَسُ من الذي ذكرناه في الهَضَم الذي معناه الانضمام‏.‏ومن ذلك قولهم للذاهب على وَجْهِه ‏(‏مُجْرَهِدٌ‏)‏‏.‏ فهذا من كلمتين‏:‏ من جَرَد أي انجرَدَ فمَرَّ، ومن جَهَد نَفْسَه في مُرُوره‏.‏ ومن ذلك قولهم للرّجُل الجافي المُتَنَفِّج بما ليس عنده ‏(‏جِعْظَارٌ‏)‏‏.‏ وهذا من كلمتين من الجَظِّ والجَعْظ، كلاهما الجافي، وقد فُسِّرَ فيما مضى‏.‏

ومنه ‏(‏الجِـنْعَاظ‏)‏ وهو من الذي ذكرناه آنفاً والنون زائدة‏.‏ قال الخليل‏:‏ يقال إنه سيئ الخُلق، الذي يتسخَّط عند الطَّعام‏.‏ وأنشد‏:‏

* جِنْعَاظَةٌ بأهلِهِ قد بَرَّحَا *

ومن ذلك قولهم للوحشيِّ إذا تَقَبَّض في وجاره ‏(‏تَجَرْجَمَ‏)‏، والجيم الأولى زائدةٌ، وإنما هو من قولنا للحجارة المجتمعة رُجْمَةٌ‏.‏ وأوضحُ من هذا قولهم للقَبْر الرَّجَم، فكأنَّ الوحشيَّ لمّا صار في وِجاره صار في قبرٍ‏.‏

ومنها قولهم للأرض ذات الحجارة ‏(‏جَمْعَرة‏)‏‏.‏ وهذا من الجمرات، وقد قلنا إنّ أصلها تجمُّع الحجارة، ومن المَعِر وهو الأرض لا نبات به‏.‏

ومنها قولهم للنهر ‏(‏جَعْفر‏)‏‏.‏ ووجهه ظاهر أنه من كلمتين‏:‏ من جَعَف إذا صَرَع؛ لأنه يصرع ما يلقاه من نباتٍ وما أشبهه، ومن الجَفْر والجُفْرَة والجِفار والأجْفَر وهي كالجُفَر‏.‏

ومن ذلك قولهم في صفة الأسد ‏(‏جِرْفاسٌ‏)‏ فهو من جَرَف ومن جرَس، كأنّه إذا أكل شيئاً وجَرَسه جَرَفَه‏.‏وأما قولهم للداهية ‏(‏ذات الجنادِع‏)‏ فمعلوم في الأصل الذي أصَّلناه أنّ النون زائدة، وأنه من الجَدْع، وقد مضى‏.‏ وقد يقال إنّ جَنادع كلِّ شيءٍ أوائلُه، وجاءت جنادع الشرِّ‏.‏ومن ذلك قولهم للصُّلب الشديد ‏(‏جَلْعَدٌ‏)‏ فالعين زائدة، وهو من الجَلَد‏.‏ وممكنٌ أنْ يكون منحوتاً من الجَلَعِ أيضاً، وهو البُروز؛ لأنه إذا كان مَكاناً صُلْباً فهو بارزٌ؛ لقلّةِ النبات به‏.‏ومن ذلك قولهم للحادِرِ السمين ‏(‏جَحْدَلٌ‏)‏ فممكن أن يقال إن الدال زائدةٌ، وهو من السِّقاء الجَحْل، وهو العظيم، ومن قولهم مَجدُول الخَلْق، وقد مضى‏.‏ ومن ذلك قولهم ‏(‏ تَجَرْمَزَ اللَّيلُ‏)‏ ذهَبَ‏.‏ فالزاء زائدة، وهو من تجرّم‏.‏ والميم زائدةٌ في وجهٍ آخر، وهو من الجَرْز وهو القَطْع، كأنه شيءٌ قُطِعَ قَطْعاً؛ ومن رَمَزَ إذا تحرّكَ واضطرب‏.‏ يقال للماء المجتمع المضطرب رَامُوزٌ‏.‏ ويقال الرّاموز اسمٌ من أسماء البحر‏.‏

ومن ذلك ‏(‏تَجَحْفَلَ القوم‏)‏‏:‏ اجتمعوا، وقولهم للجيش العظيم ‏(‏جَحفَلٌ‏)‏

، و‏(‏جَحْفَلة الفَرَس‏)‏‏.‏ وقياس هؤلاء الكلماتِ واحدٌ، وهو من كلمتين‏:‏ من الحَفْل وهو الجَمْع، ومن الجَفْل، وهو تَجَمُّع الشيء في ذهابٍ‏.‏ ويكون لـه وجه آخر‏:‏ أن يكون من الجَفْل ومن الجَحْف، فإنهم يَجْحَفُون الشيءَ جحفاً‏.‏ *وهذا عندي أصوبُ القولين‏.‏

‏(‏باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أولـه جيم‏)‏

ومن ذلك قولهم للبعير المنتفخ الجنبين ‏(‏جَحْشَمٌ‏)‏ فهذا من الجَشِمِ، وهو الجسيم العظيم، يقال‏:‏ ‏"‏ألقى عليَّ جُشَمَه‏"‏، ومن الجَحْش وقد مضى ذكره، كأنّه شُبّه في بعض قوّته بالجَحْش‏.‏

ومن ذلك قولهم للخفيف ‏(‏جَحْشَلٌ‏)‏ فهذا مِمّا زيدت فيه اللام، وإنّما هو من الجَحْشِ، والجحشُ خفيف‏.‏

ومن ذلك قولهم للانقباض ‏(‏تَجَعْثُم‏)‏‏.‏ والأصل فيه عندي أنّ العين فيه زائدة، وإنما هو من التجثم، ومن الجُثمان‏.‏ وقد مضى ذكره‏.‏

ومن ذلك قولهم للجافي ‏(‏جَرْعَب‏)‏ فيكون الراء زائدة‏.‏ والجَعَب‏:‏ التَقَبُّض والجَرَع‏:‏ التِواءٌ في قُوَى الحبل‏.‏ فهذا قياسٌ مطرد‏.‏

ومن ذلك قولهم للقصير ‏(‏جَعْبَر‏)‏، وامرأةٌ جَعْبَرة‏:‏ قصيرة‏.‏ قال‏:‏

* لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهَامِلاَ *

فيكون من الذي قبله، ويكون الراء زائدة‏.‏

ومن ذلك قولهم للِثَّقيل الوَخِم ‏(‏جَلَنْدَحٌ‏)‏‏.‏ فهذا من الجَلْح والجَدْع، والنون زائدة‏.‏ وقد مضى تفسير الكلمتين‏.‏

ومن ذلك قولهم للعجوز المُسِنّة ‏(‏جَلْفَزِيزٌ‏)‏‏.‏ فهذا من جَلَزَ وجلف‏.‏ أمّا جلز فمن قولنا مجلوز، أي مطويٌّ، كأنّ جسمَها طُوِي من ضُمْرها وهُزالها‏.‏ وأمّا جَلَفَ فكأنّ لحمها جُلِفَ جَلْفاً أي ذُهِب به‏.‏

ومن ذلك قولهم للقاعد ‏(‏مُجْذَئِرٌّ‏)‏ فهذا مِنْ جَذَا‏:‏ إذا قَعَد على أطراف قدمَيه‏.‏ قال‏:‏

* وصَنّاجةٌ تَجْذُو على حَدِّ مَنْسِمِ *

ومن الذَّئر وهو الغَضْبان النّاشز‏.‏ فالكلمة منحوتة من كلمتين‏.‏

ومن ذلك قولهم للعُسِّ الضَّخْم ‏(‏جُنْبُل‏)‏ فهذا ممّا زيدت فيه النون كأنّه جَبَل، والجَبَل كلمة وجْهها التجمُّع‏.‏ وقد ذكرناها‏.‏

ومن ذلك قولهم للجافي ‏(‏جُنادِفٌ‏)‏

فالنون فيه زائدة، والأصل الجَدْفُ وهو احتقار الشَّيء؛ يقال جَدَف بكذا أي احتقر، فكأن الجُنادِفَ المحتقر للأشياء، من جفائه‏.‏

ومن ذلك قولهم للأكول ‏(‏جُِرْضُِم‏)‏‏.‏ فهذا ممّا زيدت فيه الميم، فيقال ‏[‏من‏]‏ جَرَض إذا جَرَشَ وجَرَسَ‏.‏ ومن رضَم أيضاً فتكون الجيم زائدة‏.‏

ومعنى الرّضم أن يَرضِمَ ما يأكله بَعضَه على بعضٍ‏.‏

ومن ذلك قولهم للجمل العظيم ‏(‏جُخْدَُب‏)‏، فالجيم زائدة‏.‏ وأصله من الخَدَب؛ يقال للعظيم خِدَبٌّ‏.‏ وتكون الدال زائدةً؛ فإنّ العظيم جِخَبٌّ أيضاً‏.‏ فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين‏.‏

ومن ذلك قولهم للعظيم الصدر ‏(‏جُرْشُعٌ‏)‏ فهذا من الجَرْش، والجَرْش‏.‏ صدر الشيء‏.‏ يقال جَرْشٌ من اللَّيل، مثل جَرْس‏.‏ ومن الجَشَع، وهو الحرص الشديد‏.‏ فالكلمة أيضاً منحوتة من كلمتين‏.‏

ومن ذلك قولهم للجرادة ‏(‏جُنْدَُبٌ‏)‏‏.‏ فهذا نونه زائدةٌ، و‏[‏هو‏]‏ من الجَدْب؛ وذلك أنّ الجراد يَجْرُد فيأتي بالجدْب، وربما كَنَوا في الغَشْم والظُّلم بأمِّ جُنْدَُب، وقياسُه قياسُ الأصل‏.‏ ومن ذلك قولهم للشيخ الهِمِّ ‏(‏جِلْحابَة‏)‏‏.‏ فهذا من قولهم جَنَحَ ولَحَبَ‏.‏ أمَّا الجَلَح فذَهابُ شَعَْر مقدَّم الرأس‏.‏ وأمّا لحب فمن قولهم لُحِبَ لحمُهُ يُلْحَبُ، كأنه ذُهِبَ به‏.‏ وطَرِيقٌ لَحْبٌ من هذا‏.‏

ومن ذلك قولهم للحجر ‏(‏جَنْدَل‏)‏‏.‏ فممكنٌ أن يكون نونه زائدة، ويكون من الجَدْل وهو صلابةٌ في الشّيء وطَيٌّ وتداخُل، يقولون خَلْقٌ مَجْدُول‏.‏ ويجوز أن يكون منحوتاً من هذا ومن الجَنَد، وهي أرضٌ صُلْبة‏.‏ فهذا ما جاء على المقاييس الصحيحة‏.‏

ومما وُضِع وضْعاً ولم أعرِف له اشتقاقاً‏:‏

‏(‏المُجْلَنْظِي‏)‏‏:‏ الذي يستلقي على ظهره ويرفع رِجْلَيْهِ‏.‏و‏(‏المجلَعِبُّ‏)‏

‏:‏ المضطجع‏.‏ وسيلٌ مُجْلَعِبٌّ‏:‏ كثير القَمْشِ‏.‏و‏(‏المجْلَخِدّ‏)‏

‏:‏ المستلقِي‏.‏‏(‏وجَحْمظْت‏)‏ الغلامَ، إذا شددتَ يديه إلى رجليه وطرحته‏.‏و‏(‏الجُخْدَُب‏)‏‏:‏ دُوَيْبّة، ويقال له جُخَادِبٌ، والجمع جَخَادِبُ‏.‏

و‏(‏الجُعْشُم‏)‏ الصغير البَدَن القليلُ اللَّحْم‏.‏و‏(‏الجَلَنْفَعُ‏)‏‏:‏ الغليظ من الإبل ‏[‏و‏(‏الجُخْدَُبُ‏)‏‏:‏ الجَمَل الضَّخْم‏]‏ قال‏:‏* شَدّاخَةً ضَخْمَ الضُّلوعِ جَخْدَبا *ويقال ‏(‏اجْلَخَمَّ‏)‏ القومُ، إذا استكبَرُوا‏.‏ قال‏:‏* نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إذا اجْلَخَمُّوا *و‏(‏الجِعْثَنُ‏)‏‏:‏ أصول* الصِّلِّيان‏.‏ و‏(‏الجَلْسَد‏)‏‏:‏ اسمُ صَنَم‏.‏ قال‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ كما *** بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إلى الجَلْسَدِ

و‏(‏الجِرْسَام‏)‏ السَُِّم الزُّعاف‏.‏‏(‏تم كتاب الجيم‏)‏‏.‏